
كان المغرب في أوائل القرن العشرين تحت حكم السلطان عبد العزيز، الذي كان يعتبر ضعيفًا وغير قادر على مواجهة
التحديات الداخلية والخارجية. في هذه الفترة، كانت الدول الأوروبية الكبرى تتنافس على النفوذ في المنطقة، وخاصة
فرنسا وإسبانيا.
الاحتلال الفرنسي:
في عام 1912، وقع السلطان عبد العزيز معاهدة فاس مع فرنسا، والتي بموجبها تنازل عن جزء كبير من سيادته
لفرنسا. هذه المعاهدة أدت إلى تقسيم المغرب إلى مناطق نفوذ فرنسية وإسبانية، حيث احتفظت فرنسا بالمنطقة
الوسطى من البلاد، بينما حصلت إسبانيا على المناطق الشمالية والجنوبية.
الاحتلال الإسباني:
احتلت إسبانيا المناطق الشمالية من المغرب في عام 1912، وشملت هذه المناطق مدنًا مثل تطوان وسبتة ومليلية.
كما احتلت إسبانيا الصحراء المغربية في جنوب المغرب، والتي كانت تعتبر منطقة غنية بالمعادن.
المقاومة المغربية:
واجه الاحتلال الفرنسي والإسباني مقاومة شديدة من الشعب المغربي، الذي كان يتطلع إلى الاستقلال والوحدة. قاد
المقاومة العديد من الزعماء والقادة، مثل عبد الكريم الخطابي في منطقة الريف، ومحمد الخامس الذي قاد الحركة
الوطنية في المناطق التي كانت تحت السيطرة الفرنسية.
تأثير الاحتلال:
ترك الاحتلال الفرنسي والإسباني آثارًا عميقة على المغرب، من حيث اللغة والثقافة والاقتصاد. ومع ذلك، فقد ساهم
أيضًا في تحديث البلاد وتطويرها في مختلف المجالات.

وثيقة الاستقلال المغربية:
تعتبر وثيقة الاستقلال المغربية، أو ما يعرف أيضًا بـ "بيان 11 يناير 1944"، وثيقة تاريخية عظيمة تجسد لحظة
حاسمة في تاريخ المغرب. فهي تعبر عن إرادة الشعب المغربي في التحرر من الاستعمار الفرنسي والإسباني،
واستعادة سيادته الكاملة على أرضه.
خلفية تاريخية:
في أوائل القرن العشرين، كان المغرب يعاني من الاستعمار الأجنبي، حيث كانت فرنسا وإسبانيا تسيطران على أجزاء
كبيرة من البلاد. وقد أدى هذا الوضع إلى تنامي الشعور الوطني والرغبة في الاستقلال.
صياغة الوثيقة:
في عام 1944، وفي خضم الحرب العالمية الثانية، قام مجموعة من الوطنيين المغاربة، بتنسيق مع السلطان محمد
الخامس، بصياغة وثيقة الاستقلال. وقد تضمنت هذه الوثيقة مطالب واضحة بإنهاء الاستعمار، واستعادة الوحدة
الوطنية، وإقامة نظام حكم ديمقراطي.
تقديم الوثيقة:
في 11 يناير 1944، تم تقديم وثيقة الاستقلال إلى سلطات الاستعمار الفرنسي، وقد كانت هذه الخطوة بمثابة إعلان
رسمي عن عزم المغاربة على تحقيق الاستقلال.

مضامين الوثيقة:
تضمنت وثيقة الاستقلال عدة نقاط أساسية، منها:
المطالبة بالاستقلال التام للمغرب، وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
التأكيد على وحدة التراب الوطني، وضرورة استرجاع المناطق التي كانت تحت السيطرة الإسبانية.
الدعوة إلى إقامة نظام حكم ديمقراطي، يضمن حقوق وحريات جميع المغاربة.
التأكيد على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة بين جميع المواطنين.
أهمية الوثيقة:
تعتبر وثيقة الاستقلال رمزًا للكفاح الوطني المغربي، ومحفزًا للشعب على مواصلة النضال من أجل تحقيق الاستقلال
الكامل. وقد كان لتقديم هذه الوثيقة دور كبير في تعزيز الوعي الوطني، وتوحيد الصفوف لمواجهة المستعمر.
الاستقلال:
بعد سنوات من النضال والتضحيات، تمكن المغرب من تحقيق الاستقلال في عام 1956، وقد كان ذلك بفضل تضحيات
الشعب المغربي، والقيادة الحكيمة للسلطان محمد الخامس.
